سرطان البروستاتا هو مرض يصيب غدة البروستاتا، وهي غدة صغيرة بحجم حبة الجوز تقع تحت المثانة مباشرةً أمام المستقيم، وتحيط بالإحليل (مجري البول). تلعب البروستاتا دورًا مهمًا في إنتاج السائل المنوي وتغذية الحيوانات المنوية. 
على الرغم من أن اورام البروستات الخبيثة قد يبدو مرضًا مخيفًا، فإن معظم الحالات تتطور ببطء ولا تسبب أعراضًا خطيرة في مراحلها الأولى. 
ومع التقدم في وسائل التشخيص والعلاج، أصبحت فرص الشفاء مرتفعة للغاية، خاصةً إذا تم اكتشاف المرض مبكرًا. في هذا الدليل، نستعرض بشكل مبسط المعلومات الأساسية حول سرطان البروستاتا، بدءًا من الوبائيات، مرورًا بالتشخيص الدقيق، 
ووصولاً إلى أحدث تقنيات العلاج، مثل الخزعات  (العينات)  المستهدفة (الموجهة)، أنظمة الدمج، العلاج البؤري بالليزر، والاستئصال الجذري الروبوتي للبروستاتا.

ما مدى شيوع سرطان البروستاتا

سرطان البروستاتا هو أكثر السرطانات شيوعًا بين الرجال فوق السنة ال50. على مستوى العالم، ويعتبر السبب الخامس للوفاة بين الذكور نتيجة السرطان.

العوامل المؤثرة على انتشار اورام البروستات الخبيثة

• العمر: نادرًا ما يظهر قبل سن 50، لكنه يزداد بعد ذلك، ويبلغ ذروته في السبعينات.

• الوراثة: وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب يزيد من خطر الإصابة بمقدار الضعف أو أكثر.
• العرق: الرجال من أصل أفريقي هم الأكثر عرضة، بينما تكون النسب أقل في آسيا.

• النظام الغذائي: الأغذية الغنية بالدهون الحيوانية وقليلة الألياف ترتبط بخطر أعلى.

من المهم الإشارة إلى أن وجود عوامل خطر لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض، لكنه يستدعي توخي الحذر والفحص الدوري.

الأعراض والعلامات

في مراحله المبكرة، لا يسبب سرطان البروستاتا أعراضًا، مما يجعل الاكتشاف المبكر تحديًا. ومع تطور الورم، قد تظهر بعض الأعراض. وأغلب الأعراض التي يشتكي منها المرضى تكون غالبا بسبب تضخم البروستاتا الحميد المصاحب في مثل هذه الأحوال.

وسائل التشخيص

1. الفحص الشرجي( فحص المستقيم بالإصبع (DRE): يتم خلاله فحص البروستاتا عبر المستقيم لتحسس أي كتل أو تغير في الحجم أو الصلابة.
2. تحليل (PSA): هو فحص دم يكشف مستوى البروتين الذي تنتجه خلايا البروستاتا. ارتفاع PSA قد يدل على وجود ورم أو تضخم حميد أو التهابات.
3. التصوير بالرنين المغناطيسي متعدد المعايير (mpMRI): يُستخدم لتحديد المناطق المشتبه بها بدقة عالية. يعتبر أداة أساسية في الخزعات  (العينات) المستهدفة (الموجهة).
4. الخزعة (العينة): تُجرى غالبًا تحت توجيه الموجات فوق الصوتية أو باستخدام أنظمة الدمج مع الرنين المغناطيسي لأخذ عينات نسيجية من البروستاتا.
5. تحاليل إضافية مثل على المسح الذري للعظام أو الأشعة المقطعية أو المسح الذري البوزيتروني (PSMA-PET) لتحديد مدى انتشار المرض.

الخزعات  (العينات)  المستهدفة (الموجهة) وأنظمة الدمج

الخزعة (العينة) التقليدية كانت تأخذ من مناطق عشوائية من البروستاتا باستخدام سونار عبر المستقيم، لكن هذه الطريقة قد تفوّت المناطق العدوانية.

أما الخزعة (العينة) المستهدفة (الموجهة)، فهي تعتمد على تصوير دقيق بالرنين المغناطيسي لتحديد المناطق الأكثر اشتباهاً. ثم يتم دمج هذه الصور مع صور السونار باستخدام أنظمة دمج (Fusion systems) ليتم توجيه الإبرة بدقة نحو المكان الصحيح.

مزايا الخزعة (العينة) المستهدفة (الموجهة):
– زيادة دقة التشخيص.
– تقليل عدد العينات اللازمة.
– تقليل المضاعفات الناتجة عن الخزعة (العينة).

هذه التقنيات ساهمت بشكل كبير في رفع مستوى دقة اكتشاف السرطان، خاصةً الأنواع العدوانية التي تتطلب تدخلًا علاجيًا سريعًا.

العلاج: 

1.المراقبة النشطة:

• في بعض الحالات التي يكون فيها الورم صغيراً وغير نشط، قد يوصي الطبيب بمتابعة دورية دون تدخل فوري.
• تشمل المتابعة تحليل PSA، فحص المستقيم، وخزعات دورية.

2. العلاج الإشعاعي:

• يستخدم الأشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية.
• قد يكون خياراً بديلاً عن الجراحة خاصة للمرضى غير القادرين على تحمل العمليات ولكن يكون مصحوبا ب أعراض كثيرة في المستقيم وفي المثانة وفي 5% من الحالات قد يسبب أورام في أماكن أخرى من الجسد ليست لها علاقة بأورام البروستاتا

3.العلاج البؤري الموجه

العلاج البؤري هو أسلوب جديد نسبيًا يهدف إلى علاج الجزء المصاب من البروستاتا فقط، دون التأثير على الأنسجة السليمة. 
ويُستخدم عادةً في حالات السرطان الموضعي منخفض إلى متوسط الخطورة.

من أكثر تقنيات العلاج البؤري شيوعًا:
– التجميد الموضعي (Cryotherapy)
– الموجات فوق الصوتية المركزة عالية الشدة (HIFU)
– العلاج الموجه بالليزر البؤري (Focal Laser Ablation – FLA)

العلاج  الموجه بالليزر البؤري يعتمد على إدخال ليف بصري إلى داخل الورم تحت توجيه التصوير بالرنين المغناطيسي أو الدمج، وتسخين المنطقة المصابة حتى يتم تدمير الخلايا السرطانية.

المزايا:
– إجراء غير جراحي.
– يحافظ على الوظائف الجنسية والبولية بدرجة كبيرة.
– يُجرى عادةً في العيادة الخارجية.
– فترة نقاهة قصيرة.

العيوب:
– لا يناسب السرطان المنتشر أو مرتفع الخطورة.
– يحتاج إلى تقييم دقيق قبل اختياره.

4.استئصال البروستاتا الجذري بالجراحة الروبوتية

يُعد الاستئصال الجذري للبروستاتا من أنجع الوسائل لعلاج السرطان الموضعي أو الموضعي المتقدم.

الجراحة الروبوتية أحدثت نقلة نوعية في هذا المجال، حيث تستخدم أنظمة روبوتية دقيقة مثل دافنشي او CMR versius للتحكم في الأدوات الجراحية عن بُعد.

فوائد الجراحة الروبوتية:

• دقة عالية في الاستئصال مع الحفاظ على الأعصاب المحيطة.
• نزيف أقل.
• فترة تعافي أسرع.
• معدلات تحكم بولي وجنسي أفضل.

يتم إدخال الأدوات الجراحية عبر شقوق صغيرة في البطن، ويُراقب الجراح العملية عبر شاشة ثلاثية الأبعاد.

لكنها تتطلب مركزًا متخصصًا وجراحًا ذو خبرة في استخدام الروبوت.

خيارات أخرى للعلاج

• العلاج الهرموني: يُقلل من مستوى التستوستيرون لتقليل نمو الخلايا السرطانية.
• العلاج الكيميائي: يُستخدم في الحالات المتقدمة أو المنتشرة.
• العلاج المناعي أو الجيني: لا يزال في طور التجريب أو الاستخدام المحدود.

المتابعة بعد العلاج

بعد إتمام العلاج، يجب الالتزام ببرنامج متابعة دوري يشمل:
– تحليل PSA كل 3-6 أشهر في السنوات الأولى.
– فحص سريري دوري.
– تصوير عند الحاجة.

تساعد المتابعة في اكتشاف أي عودة للمرض مبكرًا والتعامل معها بسرعة.

سرطان البروستاتا مرض يمكن اكتشافه مبكرًا والتعامل معه بنجاح بفضل التقدم في وسائل التشخيص والعلاج. الفحوصات المنتظمة، خصوصًا تحليل PSA، يمكن أن تنقذ الحياة.

نوصي الرجال بدءًا من سن الخمسين (أو قبل ذلك في حال وجود تاريخ عائلي) بإجراء الفحوصات الدورية واستشارة الطبيب عند ملاحظة أي أعراض.

الصحة مسؤولية، والوعي هو أول خطوة نحو الوقاية والعلاج.

د. حسن شاكر يُعد من أفضل أطباء المسالك البولية وجراحة البروستاتا في مصر، بخبرة طويلة في تشخيص وعلاج أورام البروستاتا الخبيثة باستخدام أحدث التقنيات الطبية مثل المنظار الجراحي والروبوت الجراحي. يحرص الدكتور على تقديم رعاية طبية شاملة للمرضى تبدأ من التشخيص المبكر وحتى اختيار أنسب طرق العلاج، مع متابعة دقيقة بعد العملية لضمان أفضل النتائج. إذا كنت تبحث عن استشارة موثوقة وخبرة طبية متقدمة في علاج أمراض البروستاتا، فإن د. حسن شاكر هو الخيار الأمثل.